العراق يمتشق سلاحه مشاركا العالم في حربه ضد الفقر من خلال السياسات والاجراءات التي اتخذتها الحكومة في هذا المجال والتي بدأت منذ عام 2010 عندما أطلقت اول استراتيجية وطنية لخفض الفقر للمدة من 2010 إلى 2014، تلك الاستراتيجية التي كانت تهدف إلى خفض الفقر ليصل إلى 16%.. وعلى الرغم من التحديات التي واجهت تلك الاستراتيجية الا ان القائمين عليها ابتداء من الادارة التنفيذية وبمعاونة جميع الشركاء، تمكنوا من تحقيق أكثر من 50% من النشاطات التي تضمنتها الاستراتيجية لتنخفض نسبة الفقر من 23% عام 2010 إلى 15% في النصف الاول من عام 2014.. ولكن وللأسف الشديد ونتيجة للظروف القاهرة التي تمثلت بالأزمة المزدوجة (الامنية والاقتصادية) التي عصفت بالعراق وما نتج عنها من تداعيات خطيرة، عاودت نسب الفقر إلى الارتفاع مجددا بسبب موجات النزوح الكبيرة وتوقف الاف المشاريع الاستثمارية، لتصل النسبة إلى 22.5 عام 2015.. ولكن، صعوبة الظروف وارتفاع نسبة الفقر لم تنل من عزم الحكومة في مواصلة جهودها الرامية لمحاربة الفقر وهي تشارك المجتمع الدولي ضمن توجهات الاجندة العالمية للتنمية المستدامة 2030، فأنتجت تلك الجهود اعداد الاستراتيجية الوطنية للتخفيف من الفقر الثانية في العراق للمدة 2018-2022.. وفي اعدادها بُذلت جهود كبيرة جدا، استغرقت نحو عامين وهي تهدف بطبيعة الحال إلى خفض الفقر بنسبة 25% على مدى خمس سنوات من خلال ثلاثة عناصر هي:

• ايجاد فرص لتوليد الدخل المستدام
• التمكين وبناء رأس المال البشري
• تأسيس شبكة امان اجتماعي فعالة

وانبثقت من هذه العناصر الاساسية ست محصلات تعبر عن ابعاد الفقر هي:

• دخل اعلى ومستدام من العمل للفقراء
• تحسين المستوى الصحي
• تحسين تعليم الفقراء
• سكن ملائم وبيئة مستجيبة للتحديات
• حماية اجتماعية فعالة للفقراء
• الانشطة المستجيبة للطوارئ

وتشتمل كل محصلة من هذه المحصلات على مجموعة من الانشطة الفعالة التي سيجري تنفيذها خلال الخمس سنوات المقبلة وبما ينسجم مع اهداف وتوجهات الاجندة العالمية للتنمية المستدامة من خلال نظام اداري فعال يتجنب الهياكل المرهقة ويركز على بناء العلاقات الوظيفية بين العناصر الفاعلة ... واذ يتم اطلاق الاستراتيجية الثانية للتخفيف من الفقر في العراق 2018 -2022 ، فمن نافلة القول الاشارة إلى عظمة وضخامة الجهود التي استغرقها اعداد الاستراتيجية وعلى جميع المستويات ، بدءا من الدعم الكبير الذي اولاه السيد وزير التخطيط لفريق العمل ، والى اللجنة العليا لاستراتيجية التخفيف من الفقر التي يرأسها السيد رئيس الوزراء وكان لهذه اللجنة دورا مهما في متابعة خطوات العمل ومباركتها واقرارها من قبل اللجنة ومن ثم مجلس الوزراء ..وكذلك الاشارة إلى جهود اللجنة الفنية الدائمة لاستراتيجية التخفيف من الفقر التي يرأسها السيد الامين العام لمجلس الوزراء التي كان لها الدور المميز في الاعداد والانجاز من الالف إلى الياء .. كما لا يمكن اغفال الدور المتميز للخبراء الذين استضافتهم اللجنة، وكذلك كان لفريق البنك الدولي دورا داعما ومساندا مكن الفريق الوطني من المضي قدما في انجاز المهمة وصولا إلى مرحلة الكتابة التي اضطلع بها اثنان من الخبراء المعنيين.. فيما كانت للإدارة التنفيذية لاستراتيجية التخفيف من الفقر ممثلة بمديرها العام الست نجلاء علي مراد ومنتسبيها الجهد الابرز والاوسع في عمليات الاعداد والتنفيذ لجميع الفعاليات التي تضمنتها مرحلة الاعداد على مدى سنتين ، وقد اثمرت تلك الجهود المتميزة في تحقيق الهدف وانجاز هذه الوثيقة التي تعد واحدة من ارصن الوثائق شكلا ومضمونا ، بشهادة مختلف الخبراء والمعنيين والجهات الدولية، ولا ننسى الاشارة ايضا إلى الجهود الاعلامية التي رافقت خطوات الاعداد للوثيقة والتي كان لها اثرا طيبا في تعريف الرأي العام بمساعي الحكومة الجادة لدعم وتمكين الفقراء في العراق . ..